إن عمر الفرد لا يتم حسابته بعدد السنين التي يعيشها ويقضيها في الحياة, بل يقاس بمقدار الخبرات التي يمتلكها والكتب التي يقرأها والتجارب التي يمر بها. فمنذ اليوم الذي يولد فيه الإنسان وهو يكتسب خبرات سواء من خلال عائلته أو أصدقائه أو معارفه. الأمر الذي ينمي خبراته وتجاربه ويمنحه حيوات كثيرة غير حياته.
لذلك تحرص مؤسسة قوس قزح على إحضار الأشخاص ذوو التجارب المختلفة والخبرات المتنوعة؛ حتى يكونوا بمثابة شعاع النور الذي يضيء في أعين الأشخاص الذين تسعى المؤسسة لخدمتهم, وليكونوا ملهمين لهم في الحياة وليستفيدوا من تلك الخبرات في تحسين حياتهم وتغييرها وتحويلها إلى أفضل نسخة ممكنة لها.
من بين تلك الخبرات سيدة فوق السبعين عام, جاءت تلك السيدة لتقص على المتدربات من السيدات قصة كفاحها في استكمال دراستها مع أحفادها, وتطورها في المراحل التعليمية إلى أن وصلت الآن إلى قيامها بتحضير رسالة الماجستير. قصت تلك السيدة رحلتها الحياتية في مجال التعليم على السيدات المتدربات, وما عانته للوصول إلى ذلك كما سردت الصعوبات والضغوطات المجتمعية والنفسية والصحية التي واجهتها كي تصل إلى ذلك الهدف المرموق.
وكانت تلك القصة كالمصباح الذي أضاء فجأة في حياة نوال حسن صاحبة الثلاثة والستين عام, فقررت نوال أن تمحي أميتها, الأمر الذي طالما أن حلمت به ولكن لم يكن لديها الأمل في حدوثه خاصة لكبر سنها, ولكن بعد تلك القصة قررت أن تحقق حلمها.
تقول نوال: “مؤسسة قوس قزح ليها الفضل في كل اللي وصلتله لأنهم ساعدوني إني أوصل لمؤسسة تانية بتشتغل في مجال محو الأمية”. وبالفعل التحقت نوال بأحد فصول محو الأمية, وأثبتت نجاح منقطع النظير حيث كان لديها مهارة سرعة التعلم واجتازت الاختبارات النهائية وتمكنت من الحصول على شهادة تثبت التحاقها بفصول محو الأمية وتفوقها بها واجتياز اختباراتها بنجاح.
إلى جانب محو الأمية وتمكنها من تحقيق حلمها بأن يكون لديها القدرة على القراءة والكتابة, قدمت نوال في منحة الدون بوسكو الخاصة بكورس الخياطة وتعلمت الكثير عنها هناك؛ بسبب حرصها على الالتزام الشديد بالحضور إلى جانب شغفها للتعلم وحبها لمعرفة الجديد باستمرار.