نعمة أحمد

تأتي دائماً منحة الله في صورة محنة يختبر بها قوة الفرد وإيمانه بهدفه وصبره على الابتلاء وقدرته وسعيه لتغيير واقعه والوصول إلى أفضل حال. هكذا كان الحال مع نعمة أحمد, المرأة التي عانت الكثير بسبب معاملة زوجها الجافة لها ,وتهديده الدائم لها بالزواج عليها خاصة عندما ترجوه أن يحاولوا الانتقال من الغرفة الصغيرة التي يعيشون فيها مع بناتهم الثلاث إلى مكان أخر رغبة منها في توفير حياة أفضل لبناتها.

على الرغم من ذلك تحملت نعمة عناد زوجها في صبر وجلد داعية الله أن يغير الحال إلى الأفضل, ليفاجئها زوجها بزواجه من امرأة أخري, ولم يكتف بذلك بل قام بشراء بيت أفضل بكثير من الغرفة الصغيرة التي تعيش نعمة فيها مع الفتيات الثلاث. تقول نعمة: ” مش بس كدة كمان بعد فترة طلقها وجبلي ولادها أربيهم”.

علمت نعمة بشأن قوس قزح وكانت تحضر بناتها في يوم الجمعة من كل أسبوع ليقضوا أوقاتهم في اللعب والتلوين وتعلم مهارات جديدة, وتضيف نعمة: “كنت بفضل أتفرج عليهم وساعات كتير كنت بروح ألون معاهم”.

وبمجرد أن علمت نعمة عن استقبال قوس قزح للسيدات, سارعت بالاشتراك حيث كانت تقوم بإعداد الطعام للأطفال هناك, ثم أصبحت تحضر محاضرات تدور حول تحقيق الذات واكتشاف المهارات. تقول نعمة: “اتعلمت من المدربين والناس اللي بتدينا محاضرات إن مفيش إنسان ضعيف, وإني أقدر أعمل أي حاجة نفسي فيها, عرفت هنا إني مش ضعيفة”. هذا الأمر جعلها تدرك حبها الشديد لصنع الطعام والابتكار فيه وبالفعل بدأت بعمل مشروع طهي صغير حيث كانت تقوم بتجهيز الطعام في منزلها ثم بيعه للناس.

واظبت نعمة على حضور المحاضرات التي ساعدها محاضريها في تطوير مشروعها, الأمر الذي أمكنها من التعرف على طريقة تعبئة الطعام وتغليفه بصورة أفضل, ثم قامت بإدخال أصناف طعام جديدة إلى مطبخها إلى جانب ضم الطعام المجمد إلى قائمة إنجازاتها ليحقق نجاحاً باهراً, ولتتمكن في النهاية من شراء المنزل الكبير الذي كانت تحلم به كما استطاعت أن تساعد بناتها في التعليم وفي أمور زواجهن.